قصيدة - من ابنٍ إلى أمِّه
أُمِّي، سَلامًا يا حَيَاتِي مِنْ بَعِيدْ
مَعَ كُلِّ طَيْرٍ نَاحَ حُزْنًا بِالنَّشيدْ
أُمَّاهُ قولي، كَيْفَ حَالُكِ وَحْدَكِ؟
أَوَتَذْكُرينِي فِي ضِيا الْيَوْمِ الْجَدِيدْ؟
أَوَتوصِلُ النَّجْمَاتُ يا أُمِّي السَّلامْ؟
أَوَتُوصِل الحُبَّ الَّذي سَكَنَ الْوَريدْ؟
مَا حالُ بَيْتٍ فِيهِ عِشْتُ طُفولَتِي؟
يَا لَيْتَنِــــي لِطُفولَتِي يَوْمًا أَعُودْ
مَا حَالُ أَشْجَارٍ بِسَــــــاحَةِ بَيْتِنا؟
مَا حَالُ حَوْضٍ فِيهِ بَارَكْتِ الوُرُودْ؟
مَا حَالُ حُضْنٍ كَمْ غَفَوْتُ بِأَمْنِهِ؟
في دِفْئِهِ حُبٌّ وَأَفْراحٌ وَعِيــــــدْ
أُمَّـــــــــــاهُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُكِ حَالِمًا
فَوَجَدْتُ كَابوسًا عَلى عُمْري يَسُودْ
وَخَسِرْتُ أَحْلَامًــا رَحَلْتُ لِأَجْلِها
يَا حُزْنَ قَلْبِي، مِنْ رَحيلٍ لا يُفِيدْ
ولقد تُوِفِّيَ والِدِي فِي حَسْـــرَةٍ
أَنِّي اغْتَرَبْتُ فَلَيْتَني كُنْتُ الفَقِيدْ
إِنِّي تَرَكْـــــتُ بِلادَنا مُتَمَرِّدًا
وَالْيَوْمَ إِنِّي يَائِسٌ بَاكٍ وَحِيدْ
أُمِّي غَدَوْتِ بِدُونِ دِفْئِكِ ضَائِعًا
وَاللهِ إِنِّي لَسْتُ أَدْري مَا أُرِيدْ
أَشْتاقُ يا أُمِّي إِلَيْكِ فَأَنْتِ مَنْ
أَحْيَا بِها وَبِنُورِ عَيْنَيْها المَجِيدْ
أشتاقُ يَا أُمِّـــــــي إِلَيْكِ فَلَيْتَنِي
مَا كُنْتُ يَوْمًا لِلرَّحيلِ أَنَا الْعَنِيدْ
أَشْتَاقُ يا أُمِّــــي إِلَيْكِ، لِضَمَّةٍ
تُحْيِي الْفُؤادَ وَنُورَ أَيَّامِي تُعِيدْ
هَلْ بَابُ مَنْزِلِنا سَيُفْتَحُ كَيْ أَرَى
أُمِّي الْحَبِيبَةَ خَلْفَ أَحْجَارِ الْوَصِيدْ؟