قصيدة - نِعْمَ أَحْمَدُ داعِيا

بِاللهِ قولــــــــــــــــــوا كَيْفَ أَكْتُبُ ما بِيَ
شِعرًا، وكَيْفَ أَقولُ فيــــــــــهِ مَقـــــــالِيَ

كُلُّ المَعَاجِمِ لَوْ أَتَتْ بِكَلامِــــــــــــــــــها
في وَصْفِ أَحْمَدَ لَيْسَ يَكْفِي الغالِــــــــيَ

كُلُّ الّـــــــــــــذين رأَوْهُ قالـــــوا قَدْ رأَوْا
نُورًا مِنَ اللهِ المُصَــــــــــــــوِّرِ آتِيَــــــا

وُلِدَ الهُدَى كالنَّـــــــــــــجْمِ في عَتْمٍ طَغَى
فَأَضاءَ ليلَ الظُّلمِ صُبْحًا صَافِيـــــــــــــا

لا والدٌ يَرْعَــــــــــــــى ولا أمٌّ رَعَــــــتْ
مُــتَــيَــتِّــمٌ وَاللهُ خَــــيْــــرٌ رَاعِيـــــــــــا

بَلَغَ الشّبــــــــابَ مُبارَكًــــــــــا حَتَّى غَدَا
بَيْنَ القَبـــــــائِلِ رَمْزَ صِـــــدْقٍ كَافِيــــــا

فإذا أَرادَ الجَمْعُ حُكْمًـــــــــــا صَــــــادِقًا
سَأَلـــــــوا الأَمِيـــــــنَ قَرارَ عَدْلٍ سَارِيَا

لَمْ يَعْبُدِ الأَصْنـــــــــامَ يَوْمًا مِثْلَـــــــــــهُمْ
مُــتَـــــفَـــــكِّـــــرًا فِي غارِهِ مُتَوارِيَـــــــا

مُتَعَبِّـــــــدًا مُسْتَفْسِـــــــــرًا مُتَحَسِّـــــــرًا
مِنْ حَالِ مَنْ كَفَرُوا حَزِينًا باكِــــــــــــيَا

في الغــــارِ يعبـــــــدُ ربَّـــــــهُ مُتَحَـنِّثًا  
"ربِّ اسْتَجِبْ لِي أنْتَ تَدْرِي حاِلِــــــــيَ"

****************

اِقْرَأْ” تَناهَــــــــتْ في فُــــــؤَادِ مُحَمَّــدٍ”
اِقْرَأْ” وَسَــــــبِّــــحْ يا مُحَمَّـــدُ هَادِيَــــا”

أنصِتْ فَرَبُّ الكَوْنِ أَوْحَـــــــــــى نُوْرَه
وَﭐنْقُلْ كَـــــلامَ اللهِ هَدْيًـــــــا زاكِيَــــــا

أنْذِرْ عبــــــيــــدًا ظــــــالِمِينَ بِفِعْلِـــهِمْ
عِدْهُمْ لِما فَعَلُوا جَحِــــــيمًا كاوِيَـــــــــا

عَبَدُوا الحِجارَةَ والحَديدَ وأَسْرَفــــــــوا
وَأَدُوا البَنـــــــاتَ وكانَ ذلِكَ جَافِيــــــا

وَأَضِئْ سبيــــــلًا للأَنـــــامِ بِنُورِنـــــــا
إنْ آمَــــــنــــــوا فَجِنانُــــنــــــا لَهُمُ هِيَ

حَمَلَ الحَبيبُ رِسالَةً مِنْ رَبِّنــــــــــــا
فَسَــــعَى بها مُتَحَمِّــــــلًا مُتفانِيَــــــــا

كَمْ عَذَّبــــــــوهُ فَلَمْ يُغَيِّرْ نَهْـــــجَــــهُ
مَكَـــــــروا وأغشى اللهُ مَكْرًا غاوِيا

فَحَماهُ رَبُّ الكَوْنِ بَيْنَ عُيونِــــــــهِمْ
لَمْ يُبْصِروهُ وَكانَ فيهِمْ ماشِيـــــــــا

تَرَكَ النَّبِيُّ شِعــــــــــابَ مَكَّةَ دامِعًا
صَوْبَ المَدينَةِ مُجْبَرًا وَمُعانِيــــــــا

لَكِنَّ في أَرْضِ المَدينَةِ رأفَـــــــــــةً
وَمَــحَـبَّةً وَتَـــــوَحُّـــــدًا وتـآخِيَــــا

****************

فبنى هُناك حَضَـــــــارَةً وأُخُــــوَّةً
رَفَعَتْ شِعارَ الدِّينِ رَفْعًا عالِيــــــا

خان المُعاهَدَةَ الَّذيـــــــن تَكَبَّروا  
وغَزَوا خُزاعَةَ غَزْوَ غَدْرٍ داِميَــا

إِنْ يَمْكرُوا فالحَقُّ يَعْلُو فَوْقَــــهُمْ
ما كانَ نَورُ الحَقِّ يَوْمًا خابِيـــــا

قاد الرَّسولُ لِفَتْحِ مَكَّةَ جَيْشَـــــــهُ
واللهُ أَعْطَى الوَعْدَ وَعْدًا سامِيــا

وَبِسَهْمِهِ هَوَتِ الحِجارَةُ كُـــلُّـــها
ما قدَّسَ الكُفَّارُ أَصْبَحَ هاوِيَــــــا

بِمُحَمَّدٍ داعي الأنامِ إلــــى الهُدى
حلَّ الضِّياءُ فَنِعْمَ أَحْمَدُ داعِيــــــا

بمُحمَّدٍ فادي الأسارى في الوَغى
حَلَّ التَّـــراحُــمُ نِعْمَ أَحْمَدُ فادِيـــــا

بِمُحمَّدٍ قاضي المَحاكِــمِ كُــلِّـــــها
أَتَتِ العَدالَةُ نِعْمَ أَحْمدُ قاضِيـــــــــا

رَبَّاهُ صَلِّ عَلَيْهِ واجْــمَـعْــــــنا بِهِ
وﭐغْفِرْ لَنا كُنْ عَنْ عِبادِكَ راضِيا

وﭐسْقِ العَطاشى من يَدَيْهِ دواءَهُمْ
فَبِمــــــــاءِ كَوْثَرَ نَعْمَ أَحْمَدُ ساقِيــا

Previous
Previous

قصيدة - مَتى سَتَعودُ يا لُبنانْ

Next
Next

قصيدة - سَبْعٌ أَضاءَتْ