مَعْلومَةٌ عَنْ لُغَتِنا - تَرْتيبُ الْحُروفِ

:في اللُّغةِ العَرَبِيَّةِ، ثلاثَةُ أَنْواعٍ من تَرتيبِ الحروف، وهي

أوّلًا: التّرتيب الأبجديّ، وهو التّرتيبُ المُشابِهُ للتّرتيبِ الفينيقيّ السَّامِيِّ، وصولًا إلى الحرفِ "ت". ثمَّ أضاف إليهِ العَرَبُ "الرّوادفَ"، وهي: ث، خ، ذ، ض، ظ، غ. وقد أبقوا التّرتيبَ السّاميَّ نَفْسَهُ، ووضعوا الرّوادِفَ آخِرًا. فيكونُ التّرتيبُ

أ، ب، ج، د، هـ، و، ز، ح، ط، ي، ك، ل، م، ن، س، ع، ف، ص، ق، ر، ش، ت، ث، خ، ذ، ض، ظ، غ. ويُخْتَصَرُ بـِ: أبْجَدْ، هَوَّزْ، حطِّي، كَلَمُنْ، سَعْفَصْ، قَرَشَتْ، ثَخَذْ، ضَظَغْ. (تقريبًا 910 ق.م. مَعَ الأبجديّة السّينائيّة الأولى أمِّ الأبجديّات جميعِها، ثمّ ظهرت من النّبطيّة، وبعضهم يقولُ قبل ذلك، وقبل الأبجديّاتِ كلِّها من الحِمْيّريّة "خطّ المسند"، وفي ذلكَ قولٌ ضعيف)

ثانِيًا: التّرتيب الألفبائيّ، وهو التّرتيب الهجائيّ المعتمِدُ على أشكالِ الحروفِ (الأشباهِ والنّظائر). وهو أحدثُ من التّرتيب الأوَّلِ - على عكسِ ما هو مَعْهودٌ بينَنا -. وترتيبُ الحروفِ فيه على: أ، ب، ت، ث، ج، ح، خ، د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، ك، ل، م، ن، هـ، و، ي. (تقريبًا 708م.)

ثالثًا: التّرتيب الصّوتيّ، باعتِمادِ مخارِجِ الحروف. وضعهُ الخليل بن أحمد الفراهيديّ، واستخدَمَهُ في مُعجَمِ "العينِ" وهو على: ع، ح، هـ، خ، غ، ق، ك، ج، ش، ض، ص، س، ز، ط، ت، د، ظ، ذ، ث، ر، ل، ن، ف، ب، م، و، ي، أ. (تقريبًا 750 م.) وقد بدأ بالحروفِ الحلقيّة. كما رتّبه من بعدِهِ اللُّغَوِيَّونَ على طرائِقَ كثيرَةٍ، فباشروا ترتيبَها بالحروفِ الشّفويّة وغيرِ ذلك. وسيتطرَّقُ منشورُنا التَّالي - إن شاءَ اللهُ - إلى أنواعِ المعاجِمِ عِنْدَ العَرَبِ.

من المفيدِ ذكرُه كذلك، اعتِبارُ بعضِ اللّغويّينَ الحرفيْنِ "ا" و"أ" (الألف والهمزة) مختلفَيْنِ، فقالوا بأنَّ الحروفَ العربيّةَ تِسعةٌ وعشرون حرفًا لا ثمانيةٌ وعشرون.

كذلك، أنصحُ الجميعَ بأنْ يبحثوا في الأبجديّاتِ، لا سيّما السّاميّة، للتّعمُّقِ في أصولِها وفروعِها. خاصّةً وأنَّ بعضَ المستشرقين اعتبروا العربيّةَ، بخطِّها الحِمْيَرِيِّ القديم أوَّلَ الأبجديّاتِ، ولو ضَعُفَ رأيُهم. ثمَّ المقارَنةِ بينَ الأبجديّاتِ الأخواتِ، أيِ الآراميّة، والفينيقيّة والعربيّة والسُّريانيّة والعبريّة